بسم الله الرحمن الرحيم
الرسم له معنيان:
1-رسم الانسان والحيوان وكل ما فيه روح فهو لا يجوز للاحاديث التالية:
ذكر البخاري ومسلم في صحيحهما عن عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله قالت فجعلناه وسادة أو وسادتين). وايضا ذكر البخاري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قالإن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون).
وعند احمد والترمذي وابو داودقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل ، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل ، وكان في البيت كلب ، فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فليجعل منه وسادتين منبوذتين توطآن، ومر بالكلب فليخرج، ففعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم.
وايضا ذكر البخاري في صحيحه عن سعيد بن ابي الحسن قال :: كنت عند ابن عباس –رضي الله عنهما- إذ أتاه رجل ، فقال: يا ابن عباس ، إنما معيشتي من صنعة يدي ، وأنا أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس- رضي الله عنه- لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: "من صور صورة ، فإن الله معذبه عليها يوم القيامة، حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ أبداً"، قال: فربا الرجل ربوة شديدة- أي ذعر وامتلأ خوفاً-، واصفر وجهه، فقال ابن عباس: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بالشجر، وكل شيء ليس فيه روح". .
وعند البخاري ومسلم "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي"
2-رسم كل ما ليس فيه روح : فهو جائز كما سبق ذكره في حديث ابن عباس وجبريل عليه السلام ، ومنه رسم الشجر والجبال والطبيعة بشكل عام .
وقد سئل العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله وغفر له هذا السؤال وانا اضعه واجابته كما هي :
السؤال:من الشباب من يحب فن الرسم، وهو يرسم مرارا فنريد معرفة موقف الإسلام من الرسم؟
اجاب الشيخ رحمه الله :
الرسم له معنيان:
أحدهما: رسم الصور ذوات الأرواح، وهذا جاءت السنة بتحريمه، فلا يجوز الرسم الذي هو رسم ذوات الأرواح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح" كل مصور في النار " وقوله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون الذين يضاهئون بخلق الله " ولقوله صلى الله عليه وسلم" إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم " ولأنه صلى الله عليه وسلم " لعن آكل الربا وموكله، ولعن المصور"، فدل ذلك على تحريم التصوير، وفسر العلماء ذلك بأنه تصوير ذوات الأرواح من الدواب والإنسان والطيور.
أما رسم ما لا روح فيه- وهو المعنى الثاني- فهذا لا حرج فيه، كرسم الجبل والشجر والطائرة والسيارة وأشباه ذلك، لا حرج فيه عند أهل العلم، ويستثنى من الرسم المحرم ما تدعو الضرورة إليه، كرسم صور المجرمين حتى يعرفوا وحتى يمسكوا، أو الصورة في حفيظة النفوس التي لا بد منها ولا يستطيع الحصول عليها إلا بذلك، وهكذا ما تدعو الضرورة من سوى ذلك، فإذا رأى ولي الأمر أن هذا الشيء مما تدعو الضرورة إلى تصويره لخطورته ولقصد سلامة المسلمين من شره حتى يعرف أو لأسباب أخرى فلا بأس، قال الله عز وجل{ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } [الأنعام 119].
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول